شارك مع أصدقائك

أستراليا تُشكك في موثوقية – سياسة

تواجه أستراليا مستقبلًا محفوفًا بالمخاطر، خصوصًا فيما يتعلق باتفاقية أوكوس التي تجمعها مع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. تزايدت الشكوك مؤخرًا بشأن تسليم الغواصات، خاصة في حال عودة دونالد ترامب إلى الرئاسة. فقد كانت الاتفاقية، التي وُقعت في 15 سبتمبر 2021، محورًا رئيسيًا لتحسين القدرات العسكرية الأسترالية، ولكن أصبحت موضع تساؤل بعد عودة الحديث عن أمريكا أولًا.

صفقة أوكوس: وعد بتكنولوجيا متطورة مع مخاطر متزايدة

وعدت صفقة أوكوس بمنح أستراليا حق الوصول إلى تكنولوجيا الغواصات النووية المتطورة، بتكلفة تصل إلى 368 مليار دولار. كما أن تسليم غواصات فرجينيا المستقبلية كان جزءًا أساسيًا من الصفقة.

لكن تزايدت المخاوف بشأن موعد وصول هذه الغواصات، وسط التكهنات حول استمرار التزام الولايات المتحدة.

رأي الجمهور الأسترالي: القلق على الموثوقية الأمريكية

في استطلاع حديث أجرته ABC، عبر العديد من الأستراليين عن مخاوفهم من عدم موثوقية الولايات المتحدة كحليف. عبر مواطن أسترالي عن قلقه قائلاً: “لا أعتقد أن الولايات المتحدة ستذهب للحرب لحماية أستراليا”. هذه التصريحات تؤكد المخاوف بشأن جدوى استثمار أستراليا في صفقة قد تكون غير مضمونة.

تحديات الإنتاج والشكوك بشأن الوفاء بالوعود

من المقرر وصول أول غواصة في عام 2032، لكن هناك تساؤلات بشأن قدرة الولايات المتحدة على الوفاء بوعودها. النقاد الأستراليون يشيرون إلى المشكلات المستمرة في إنتاج الغواصات، مما يزيد من الشكوك حول ما إذا كانت الغواصات ستصل بالفعل.

تصريحات ترامب تثير مزيدًا من الشكوك

تصريحات دونالد ترامب الأخيرة شككت في الاتفاقية، حيث تساءل عما إذا كان سيواصل دعمها إذا عاد إلى السلطة. هذا الجمود السياسي يزيد من القلق الأسترالي بشأن التزام الولايات المتحدة.

القلق الحكومي ومحاولات التطمين

رغم هذه المخاوف، يصر المسؤولون الأستراليون على أن التحالف مع الولايات المتحدة لا يزال قويًا. وقد أكد نائب رئيس الوزراء ريتشارد مارلز أن اتفاقية أوكوس قائمة بموجب معاهدة قانونية، رغم التحديات التي تواجهها في مجال إنتاج الغواصات.

الانتقادات المستمرة من السياسيين الأستراليين

أعرب العديد من السياسيين الأستراليين، مثل رئيس الوزراء السابق مالكولم تورنبول، عن قلقهم العميق بشأن المخاطر المرتبطة بالصفقة. وأكدوا أن أستراليا قد تجد نفسها في موقف ضعيف إذا فشلت الغواصات في الوصول.

دروس من التحالفات الدولية: ضرورة الاستقلال الدفاعي

في ظل الشكوك المتزايدة، تسعى الحكومة الأسترالية إلى تعزيز قدراتها الدفاعية المحلية. من الواضح أن الدروس المستفادة من صفقة أوكوس تشير إلى ضرورة توازن التحالفات مع الاستعدادات الذاتية.

الاستعداد لمواجهة تحديات المستقبل

تظل أستراليا في مفترق طرق. إذا تراجعت الولايات المتحدة عن تعهداتها، فإن أستراليا قد تواجه أزمة في تأمين قدراتها الدفاعية. هذه المخاوف تجعل من الضروري أن تظل أستراليا مستعدة لمواجهة تحديات مستقبلية، حتى إذا تراجعت الولايات المتحدة عن دعمها.

المصدر: