في العصر الذي نستيقظ وأول ما تنفتح أعيننا، تنفتح على الهاتف، ونستهل يومنا بمشاهدة كل جديد في العالم عبر الأخبار السمعية أو البصرية في الهاتف.
ولا ننام قبل أن تحكي لنا الهواتف قصة قبل النوم، وعندما نقلق في الليل لا يسلينا إلا الهاتف ووسائل التواصل الاجتماعي، استقيظ الأستراليون المشتركون في خدمة الاتصالات “أوبتس” وكل هواتفهم معطلة، سواء في الاتصال بالانترنت أو الاتصال المباشر عبر الهاتف.
أدى انقطاع كامل لخدمات شركة «أوبتوس» للاتصالات في أستراليا، وهي ثاني أكبر مقدم لخدمات الهاتف الجوال في أستراليا، إلى تعطل الخدمة لدى أكثر من 10 ملايين مستخدم، اليوم (الأربعاء).
كشفت “أستراليا اليوم” أنه منذ الساعات الأولى من صباح اليوم، لم يتمكن العملاء في أنحاء البلاد من إجراء المكالمات أو الاتصال بالإنترنت.
وعلمت أن العطل يعد أكبر انقطاع للاتصالات. ومن جانبها، صرحت شركة أوبتس في بيان لها نشرته، إنه من المرجح أن يستغرق استعادة عمل الشبكة ساعات.
وقالت كيلي باير روزمارين، المديرة الإدارية لشركة «أوبتوس»، إن «الخبر السار هو أننا لدينا سبيل لاستعادة الشبكة بأكملها، ولذلك فإننا نطرح الأمر بصورة تدريجية».
وأضافت: «إنه أمر نادر الحدوث، وبمجرد أن نتوصل إلى ما حدث بالضبط، سنتقدم بالتفاصيل».
ولم يتضح بعد سبب حدوث الانقطاع، إلا أن السلطات استبعدت أن يكون هجوماً إلكترونياً.
وفي جنوب أستراليا وجه رئيس الولاية، بيتر ماليناوسكاس، تهديداً جدياً لشركة أوبتس بعد حادثة انقطاع الخدمة، وبناءً على ذلك بدأت موجة الاستياء تتزايد في الأوساط الحكومية. وهدد ماليناوسكاس بسحب عقود متعددة الملايين من الدولارات مع هذه الشركة التي تواجه صعوبات في مجال الاتصالات.
قال رئيس ولاية جنوب أستراليا، بيتر ماليناوسكاس، في بيان له، إن الشركة يجب أن تُطالب بالمساءلة عن العطل الجسيم الذي أثر على قدرة سكان جنوب أستراليا على الاتصال بالخدمات الطارئة من خلال خطوط الهاتف الأرضي التابعة لأوبتس.
قال ماليناوسكاس: “لقد خذلوا عملائهم في جميع أنحاء الولاية، بما في ذلك الحكومة، وأوبتس يجب أن ترد بسرعة وتتواصل بفعالية مع الجميع بشأن ما يحدث هنا”.
وأضاف: “لم يكن هناك درجة كبيرة من التواصل الناشئ عن أوبتس حتى هذه اللحظة، والأمر الذي أعتقد أنه محبط ولكنه ليس أكثر محبطة من حقيقة أن الخدمة نفسها لا تعمل”.
وقال ماليناوسكاس إن حكومته ستفكر في التحول إلى مزود آخر بعد إطفاء حرائق اليوم الأول.
وأضاف: “إذا كان أوبتس يرغب في أن تلجأ الحكومة إليه كعميل، فيجب أن يكونوا خدمة موثوقة في هذا العصر الحديث”.
وأكد ماليناوسكاس أن الخدمات الحرجة لا تزال تعمل بشكل طبيعي، لكنها أثرت على دائرة الصحة في جنوب أستراليا ووكالات حكومية أخرى.
وأشار إلى أنه في دائرة الصحة في جنوب أستراليا، كانوا يشعرون بالقلق بشكل خاص بشأن خدمة تقييم الصحة النفسية، حيث قال: “عندما يبحث الناس عن الاتصال بخدمة تقييم الصحة النفسية، فإن الاتصال الصادر يشكل تحدياً”.
أكدت الحكومة الفيدرالية أن الانقطاع الوطني تم تفعيله بسبب عطل في شبكة أوبتس الأساسية.
فيما لم تكشف أوبتس بعد عن سبب الانقطاع، واقترح الخبراء أن السبب الأكثر احتمالاً هو فشل تحديث البرامج نظراً لأن معظم التحديثات تحدث بين الساعة 2 صباحاً والساعة 4 صباحاً.
بدأ عملاء أوبتس الآن في استعادة خدماتهم. وخلال مؤتمر صحفي، قالت وزيرة الاتصالات ميشيل رولاند إن العملاء كانوا يشعرون بإحباط شديد تجاه شركة الاتصالات الوطنية.
قالت: “أوبتس لم تقدم إطاراً زمنياً دقيقاً. لقد أكدوا أنهم يعملون بأقصى سرعة ممكنة، ولكن أكرر أن من المهم بالنسبة لشركة أوبتس الحفاظ على عملائها على دراية بالمستجدات وبشكلٍ سريع، لأن هذه هي الأسئلة التي يسألها العملاء بالضبط”. تم الاتصال بشركة أوبتس للحصول على تعليق.