
خلال السنوات الأربع القادمة، تشير جميع المؤشرات إلى أن دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو قد يعملا على القضاء على أي إمكانية لحل الدولتين في الشرق الأوسط.
يحتفل العديد من داعمي اليمين المتطرف في إسرائيل، في أستراليا، والولايات المتحدة، وغيرهما بهذا السيناريو، حيث يمكن لإسرائيل ضم الأراضي الفلسطينية المحتلة، مما يمنحها المزيد من الأرض ويحقق الطموح القديم لـ “أرض إسرائيل الكبرى”.
لكن هذا الاحتفال في غير محله؛ فأي محاولة للاستحواذ الدائم على الأرض من قِبل إسرائيل ستأتي بثمن باهظ يتمثل في صراع دائم.
واقع أكثر تعقيدًا
السكان الفلسطينيون في الضفة الغربية، غزة، والقدس الشرقية في تزايد، ومع تأكيد عدم وجود أمل لديهم في دولة ذات سيادة أو حقوق مدنية مماثلة لليهود الذين يعيشون بالقرب منهم، ستصبح الأوضاع أكثر خطورة مما هي عليه الآن.
كما صرّح آمي أيالون، الرئيس السابق لجهاز الأمن الإسرائيلي “الشاباك”، لن تكون هناك أمان للإسرائيليين طالما أن الفلسطينيين بلا أمل. هذا الرأي يأتي من شخص على دراية بالواقع الأمني بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
منذ التصويت التاريخي للأمم المتحدة عام 1947 الذي قسّم الانتداب البريطاني إلى دولة إسرائيل بجانب فلسطين، ظل المجتمع الدولي يدفع باتجاه حل الدولتين كحل سياسي وحيد للصراع.
لماذا لا يزال حل الدولتين ضروريًا؟
رغم أن الحلم بحل الدولتين يواجه تحديات كبيرة، فإنه يبقى الحل السياسي الوحيد القابل للتطبيق لإنهاء هذا النزاع.
البدائل الأخرى، مثل ضم الأراضي أو استمرار الاحتلال، تعني استمرار دوامة العنف والنزاعات.
مستقبل غير واضح مع ترامب ونتنياهو
القرارات الأخيرة التي اتخذها ترامب، مثل تعيين مؤيدين متشددين مثل مايك هاكابي كسفير للولايات المتحدة لدى إسرائيل، تُظهر ميلًا واضحًا لدعم السياسات الإسرائيلية المتشددة.
كما أن دعم شخصيات إسرائيلية مثل بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، المعروفة بمعارضتها الشديدة لحل الدولتين، يعكس موقفًا خطيرًا تجاه مستقبل الفلسطينيين.
يبقى السؤال: هل سيكون لترامب الجرأة ليكتب نفسه في التاريخ كزعيم حقق حل الدولتين؟ أم سيستمر في السير في طريق يدعم الاحتلال والصراع الدائم؟