
تم وضع مدينة سيدني في حالة تأهب قصوى إثر الهجوم الذي استهدف كنيس أداس إسرائيل في ملبورن، في وقت حساس يشهد فيه المجتمع الأسترالي تصاعدًا في الحوادث المعادية للسامية. في أعقاب الهجوم، الذي أسفر عن أضرار مادية كبيرة، ظهرت كتابات معادية للسامية في سيدني، بما في ذلك عبارة “اذهب إلى الجحيم مع إسرائيل” على السيارات في بعض المناطق، مما أثار القلق بين أفراد الجالية اليهودية.
الحكومة المحلية في ولاية نيو ساوث ويلز أدانت هذا الهجوم، ووصفه رئيس الحكومة كريس مينز بأنه «حملة ترهيب»، مؤكدًا على ضرورة التصدي لهذه الأعمال العنيفة. وقد زار مينز كنيسًا يهوديًا في سيدني لطمأنة المجتمع المحلي، مشددًا على أهمية حماية الأماكن المقدسة من مثل هذه الأعمال.
أمين الخزانة الأسترالي السابق، جوش فرايدنبرج، وجه انتقادات حادة لحكومة رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي بسبب تقاعسها عن اتخاذ إجراءات صارمة لمكافحة معاداة السامية. وفي رسالة مفتوحة، تساءل فرايدنبرج عن كيفية وصول الأمور إلى هذه النقطة، مؤكدًا على المخاوف التي يواجهها الشباب اليهودي في أستراليا في ظل تصاعد الكراهية ضدهم.
من جهته، وصف رئيس المجلس التنفيذي لليهود الأستراليين، أليكس ريفشين، الهجوم بأنه كان متوقعًا، مشيرًا إلى أن المجتمع اليهودي في أستراليا يشعر الآن بالتهديد، لا سيما في ظل تصاعد الكراهية المستوحاة من النزاع في غزة. ريفشين دعى رئيس الوزراء ألبانيزي إلى التفكير في كيفية حدوث هذا التدهور الأمني في البلاد، مشددًا على أن المجتمع اليهودي في أستراليا يحتاج إلى تأكيدات من القيادة السياسية حول ضمان أمنه وحمايته من الهجمات.
وفي هذا السياق، أدانت وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونغ الهجوم، ووصفته بأنه «عمل من أعمال الكراهية»، مشيرة إلى أن معاداة السامية ظاهرة قديمة ولكنها تتصاعد في الأوقات الحالية. ومن جانبها، أشارت الشرطة الأسترالية إلى أن التحقيقات حول الحادث مستمرة، مع إشراك فرق مكافحة الإرهاب في التحقيقات الأولية.
رغم التحديات المستمرة، تم التأكيد على أهمية التصدي لجميع أشكال الكراهية والتطرف في المجتمع الأسترالي، بما في ذلك أي تحريض على العنف ضد أي جماعة دينية أو عرقية. وفي الوقت نفسه، دعا البعض إلى تبني تعريف عملي لمعاداة السامية في التشريعات الأسترالية، لضمان حماية الحقوق والحريات لجميع المواطنين.