شارك مع أصدقائك

كانت قطر صاحبة أولى تجارب ونماذح التطبيع مع إسرائيل، وكان ذلك بعد تولي الأمير حمد بن خليفة وكانت تلك القضية من أولوياته في بداية حكمه، حيث بدأت الإجراءات التنفيذية لإرساء قواعد وقنوات اتصال وارتباطات مشتركة بين الدوحة وتل أبيب باكرًا.

بعد مدة وجيزة من انتهاء حرب الخليج الأولى عام 1991، كان موقف قطر «متميزاً» من إسرائيل قياساً بجيرانها، إذ أعربت عن رغبتها في إعادة النظر في سياسة المقاطعة العربية إذا جمدت إسرائيل البناء الاستيطاني، ووفقًا لما ذكره المرصد المصري، فبعد «أوسلو» عام 1993 أُحرز مزيد من التقدم بين الجانبين وخفّت حدة «النغمة العدائية» في الإعلام القطري، بل نوقشت خيارات التعاون الاقتصادي البيني والغير مباشر عبر سلسلة من الاجتماعات المشتركة.

وفي أواخر 1994، التقى نائب وزير الخارجية الإسرائيلي آنذاك، يوسي بيلين، السفير القطري لدى واشنطن، عبد الرحمن بن سعود. وفقاً لبيلين، أكد عبد الرحمن أن الإمارة «ستكون سعيدة بالتعاون والمساعدة في العملية السياسية».

ووفقًا لـ«المرصد المصري»، في تلك المرحلة، شارك أمير قطر، حمد بن خليفة، في «أوسلو 2»، لتقام علاقات تجارية مع إسرائيل مع اعتراف بحكم الواقع بوجودها، كما شارك ممثل عن حكومة قطر في جنازة رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين.

وبدأ التأسيس للعلاقات مع إسرائيل رسيمًا وبعد أشهر من التنسيق الخفي، في إبريل من العام 1996، فكان أول قرار اتخذه الشيخ حمد بن خليفة، بعد خطاب تنصيبه المتلفز، هو فتح مكتب تمثيل المصالح الإسرائيلية في الدوحة، وفي أبريل من ذات العام زار رئيس الحكومة الإسرائيلية وقتها «شيمون بيريز» قطر وافتتح مكتب تمثيل المصالح الإسرائيلية، لتصبح الدوحة العاصمة الخليجية الوحيدة التي سمحت بحضور مسؤول إسرائيلي دائم في أراضيها.

اللافت في زيارة «بيريز» كان الاستقبال الرسمي الكامل الذي حظي به في مطار الدوحة، إذ تضمن التحية العسكرية ورفع العلم الإسرائيلي وعزف الفرقة الموسيقية العسكرية القطرية النشيد الوطني الإسرائيلي «هتكفا»، وكان ذلك بالتزامن مع بث قنوات “الجزيرة” لبرامج وفقرات إخبارية تنتهج خطًا تحريريًا معادِ لإسرائيل.

وبالرغم من زيارة «شيمون بيريز» وما شملتها من تأسيس أطر التعاون إلا أن العلاقات الدبلوماسية لم تظهر للعلن، رغم وجود عدد من الاجتماعات السرية بين الجانبين تلت زيارة بيريز، ووفقًا لـ«إيلي أفيدار» الذي ترأس البعثة الإسرائيلية من 1999 إلى 2001، عملت البعثة بوصفها سفارة، حتى وإن لم يُسمح لها برفع العلم الإسرائيلي أو وضع لافتة عند مدخل مبناها. ومنذ ذلك الوقت، تعاقبت زيارات كبار المسؤولين الإسرائيليين ومن بينهم وزيرة الخارجية تسيبي ليفني عام 2008